
في إطار حرص الدولة المصرية على الحفاظ على التراث الزراعي المصري وتعزيز التعاون الدولي في مجالات الثقافة والعلوم، التقى علاء فاروق، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، مع الدكتورة نوريا سانز، مدير مكتب منظمة اليونسكو بالقاهرة، لبحث أوجه التعاون المشترك في أعمال التطوير الخاصة بـ المتحف الزراعي المصري بالدقي.
وتناول اللقاء سبل تعزيز التعاون المستقبلي مع منظمة اليونسكو في مجالات الحفاظ على التراث الزراعي، وتوثيق التطور التاريخي للقطاع الزراعي في مصر، ليصبح المتحف مركزًا إقليميًا للمعرفة والابتكار الزراعي، وجاذبًا ثقافيًا وتعليميًا على المستويين المحلي والدولي.
وأكد الوزير أن المتحف الزراعي المصري يمثل كنزًا وطنيًا يعكس عراقة وتنوع الزراعة المصرية، ويجب الحفاظ عليه وتطويره ليواصل أداء دوره في خدمة المجتمع الزراعي، مشيرًا إلى أن المتحف هو أول متحف زراعي في العالم، وثاني أكبر متحف متخصص بعد متحف بودابست، ويضم مقتنيات فريدة توثق لتاريخ الزراعة في مصر عبر العصور.
وأعرب فاروق عن تطلع مصر إلى تعميق التعاون مع اليونسكو في مجالات عرض المقتنيات الزراعية، وصون الموارد البيئية، وتطوير المتاحف الزراعية بما يتماشى مع مفاهيم التنمية المستدامة، مشيرًا إلى أن المتحف يعد واجهة حضارية تعكس دور مصر الريادي في العلوم الزراعية منذ القدم.
وعقب اللقاء، اصطحب الوزير “سانز” في جولة تفقدية داخل أروقة المتحف، بحضور عدد من قيادات الوزارة، حيث أبدت مدير مكتب اليونسكو إعجابها الشديد بـ “الكنوز الزراعية” المعروضة، ووصفت المتحف بأنه مركز إشعاع ثقافي وعلمي يعزز الوعي بالتراث الزراعي ويثري المعرفة البيئية.
وأكدت سانز خلال الجولة أن المتحف يملك مقومات استثنائية تؤهله ليكون منصة تعليمية رائدة، مشيدة بالتنوع الكبير في المعروضات، من مقتنيات أثرية ونباتية، تعكس تحولات الزراعة المصرية من العصور الفرعونية وحتى العصر الحديث.
وناقش الجانبان آليات التنفيذ المقترحة لتطوير المتحف، بما يشمل برامج تدريبية للكوادر المصرية، وتقديم الدعم الفني، واستخدام تقنيات عرض رقمية حديثة تواكب المعايير الدولية في العرض المتحفي والتوثيق.
وفي ختام اللقاء، كلف وزير الزراعة الجهات الفنية المعنية بالتنسيق مع وزارات السياحة والآثار والثقافة، لعقد اجتماعات تنسيقية فنية مع اليونسكو، بهدف وضع خطة تطوير متكاملة، تضمن حفظ المقتنيات وفتح المتحف للجمهور، بعد إجراء تقييم شامل لاحتياجات التطوير.