
أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم السبت، عن اكتشاف احتياطي جديد من الغاز الطبيعي يقدر بـ75 مليار متر مكعب في البحر الأسود، ضمن أعمال الحفر التي نُفذت في بئر «غوكتبه-3» على عمق 3,500 متر.
وقدّر أردوغان القيمة الاقتصادية لهذا الاكتشاف بـ30 مليار دولار، مؤكدًا أن الكمية المكتشفة قادرة على تلبية احتياجات الغاز المنزلي في تركيا لمدة 3.5 سنوات، ما يخفف من اعتماد البلاد الكبير على واردات الطاقة، وفق ما أوردت وكالة الأناضول للأنباء.
انطلقت أعمال الحفر في الموقع الجديد بتاريخ 27 مارس آذار 2025 باستخدام سفينة الحفر «عبد الحميد خان»، من الجيل السابع، والتي تعتبر من الأحدث عالميًا.
وأشار أردوغان في تصريحاته إلى أن العمل في البئر قد اكتمل مؤخرًا، وأن هذا الاكتشاف يُمثل امتدادًا لمساعي أنقرة لتحقيق الاستقلال الكامل في مجال الطاقة، مضيفًا «سنواصل الطريق دون توقف حتى نصل إلى هدفنا بتحقيق تركيا مكتفية ذاتيا في الطاقة».
الاكتشاف الجديد يأتي في وقت تشهد فيه تركيا قفزة نوعية في صادراتها من الغاز الطبيعي، إذ ارتفعت بنسبة 560 في المئة خلال الفترة من يناير كانون الثاني إلى أغسطس آب 2024، مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق.
وبلغت إجمالي صادرات الغاز التركي 1.18 مليار متر مكعب خلال تلك الفترة، مقارنة بـ948 مليون متر مكعب فقط في 2023، في ظل اعتماد متزايد على حقل سكاريا البحري الذي بدأ الإنتاج الفعلي منه عام 2023.
تستحوذ بلغاريا على 80.4 في المئة من صادرات الغاز التركي، بما يعادل نحو950 مليون متر مكعب، تليها المجر بـ229 مليون متر مكعب.
بينما تصل الكميات المصدرة إلى مقدونيا الشمالية وصربيا إلى نسب ضئيلة جدُا، لا تتجاوز مجتمعة مليوني متر مكعب، ما يعكس التركيز التركي على الأسواق الأكثر استراتيجية في شرق أوروبا.
بحسب البيانات الرسمية، فإن الإنتاج اليومي الحالي في منشأة معالجة الغاز «فيلو» يبلغ 6.6 مليون متر مكعب، مع خطة لرفعه إلى 10 ملايين متر مكعب يوميًا من 12 بئرًا بحلول الربع الأول من عام 2025، وهو ما يكفي لتلبية احتياجات أكثر من 4 ملايين منزل في تركيا.
ويُعد حقل سكاريا العمود الفقري لهذا النمو، إذ أُطلقت المرحلة الأولى من تطويره بالتزامن مع الذكرى المئوية لتأسيس الجمهورية التركية، باستخدام سفن الحفر الحديثة «فاتح» و«ياووز» و«قانوني».
ضمن استعدادات المرحلة الثانية من تطوير سكاريا، اشترت تركيا في يوليو تموز الماضي سفينة إنتاج غاز عائمة بحجم يعادل ثلاثة ملاعب كرة قدم، من المقرر أن تبدأ العمل عام 2026.
من المتوقع أن تُسهم السفينة في رفع قدرة الإنتاج إلى أكثر من 20 مليون متر مكعب يوميًا، ما يُعد تطورًا نوعيًا في القدرات التكنولوجية التركية بمجال استغلال الطاقة البحرية.
بجانب التوسع المحلي، يُعزز الاكتشاف الجديد مكانة تركيا كمصدر موثوق للطاقة في محيطها الجغرافي، في وقت تتجه فيه دول كبلغاريا ورومانيا ومقدونيا إلى تنويع مصادرها بعيدا عن روسيا.
كما تدفع هذه التطورات تركيا إلى موقع محوري في سوق الطاقة الأوروبي، خصوصًا مع تعثر مشاريع الغاز التقليدية في شرقي المتوسط أو في أوكرانيا.
يمثل هذا الاكتشاف خطوة متقدمة في طريق تحقيق الاكتفاء الذاتي التركي من الطاقة، وتقليل فاتورة الواردات التي لطالما شكلت عبئا على الاقتصاد المحلي.
وفيما تستعد البلاد للمرحلة الثانية من التطوير، تُؤكد البيانات أن أنقرة تسير بخطى ثابتة نحو تغيير قواعد اللعبة في سوق الطاقة الإقليمي.
- وزير قطاع الأعمال العام في زيارة مفاجئة لشركة “سيجوارت”
- ارتفاع أسعار الشحن الفوري من شنغهاي إلى الساحل الغربي للولايات المتحدة بنسبة 31% في أسبوع واحد فقط
- شركة صينية تنافس سبايس إكس وتطلق صاروخًا مطورًا يعمل بالميثان
- وزير الكهرباء يتفقد محطة محولات باسوس ومحطة توليد كهرباء شبرا الخيمة
- وزير الإسكان ومحافظ الجيزة يفتتحان المرحلة الأولى من محطة مياه الشرب بأوسيم بطاقة 60 ألف م3/ يوم