
في خطوة تعبر عن تحولات جذرية في استراتيجية واحدة من أبرز شركات صناعة السيارات الصينية، حذر لي شوفو، مؤسس ورئيس مجلس إدارة مجموعة جيلي، من أن صناعة السيارات العالمية تواجه «فائضًا خطيرًا في طاقتها الإنتاجية»، مؤكدًا أن الشركة لن تنشئ مصانع جديدة أو توسع منشآتها الحالية في المستقبل المنظور.
جاءت تصريحات لي خلال منتدى لصناعة السيارات عقد اليوم السبت في مدينة تشونغتشينغ وسط الصين، في وقت تتصاعد فيه المنافسة بشكل غير مسبوق، لا سيما داخل السوق الصينية التي تشهد حرب أسعار شرسة دفعت بعدد من الشركات إلى إعادة التفكير في استراتيجياتها التوسعية.
قرار جيلي بعدم بناء مصانع جديدة يمثل تحولاً واضحًا عن النهج التوسعي الذي اشتهرت به المجموعة في العقد الماضي، حين اشترت علامات بارزة مثل فولفو وبروتون، وبدلاً من ذلك أطلق لي حملة منذ العام الماضي لإعادة هيكلة عمليات المجموعة وتقليل التنافس الداخلي بين العلامات التابعة.
حتى الآن، شملت هذه الحملة إعادة تنظيم العلامات التجارية في وحدتين أساسيتين، إلى جانب دمج فرق تطوير تكنولوجيا «الكابينة الرقمية» في محاولة لخفض التكاليف وتحسين الكفاءة التشغيلية.
في خضم هذه التحولات، عرضت جيلي في 7 مايو أيار الجاري شراء وحدة السيارات الكهربائية الفاخرة زيكر (Zeekr) بشكل كامل مقابل 2.2 مليار دولار، في صفقة تهدف إلى دمجها تحت مظلة جيلي أوتو المدرجة في هونغ كونغ.
لكن هذا العرض أثار غضبًا في أوساط خمسة من المستثمرين الأوائل في زيكر، من بينهم شركات ضخمة مثل كاتل (CATL)، وإنتل كابيتال، وبيليبيلي، الذين وجهوا رسائل مشتركة إلى مجلس إدارة زيكر ولجنة تقييم العرض، قالوا فيها إن السعر المطروح لا يعكس القيمة العادلة للوحدة، خاصة أن زيكر أدرجت في بورصة نيويورك قبل عام واحد فقط.
تملك جيلي أوتو حاليًا حوالي ثلثي زيكر، بينما تخضع كل من جيلي أوتو وزيكر للملكية الكاملة للشركة الأم جيلي هولدينغ غير المدرجة، التي يرأسها أيضًا لي شوفو.
أثارت صفقة زيكر أيضًا تساؤلات حول مستقبل شركات أخرى تابعة لجيلي، مثل شركة النقل التشاركي كاوكاو التي تستعد للإدراج في هونغ كونغ، إلى جانب مخاوف من احتمال سحب إدراج شركات جيلي الأخرى في الأسواق الأميركية مثل بولستار.
الشركة قالت إن العرض «غير ملزم» حتى الآن، ولن يصبح نهائيًا إلا بعد توقيع اتفاقات ملزمة بالشروط المناسبة.
جيلي، التي لطالما كانت من أبرز رواد التوسع في صناعة السيارات الصينية عالميًا، تعيد اليوم تموضعها ضمن مشهد يتغير سريعًا، بين تحذير من فائض إنتاج عالمي، وانكماش في الإنفاق الرأسمالي، وإعادة هيكلة داخلية، وعروض خصخصة مثيرة للجدل، يبدو أن الشركة تراهن على الكفاءة والاستدامة بدلاً من التوسع العشوائي.
- وزير السياحة والآثار يشارك في ختام فعاليات مشروع “منتدى جامعات التراث”
- بعد حظر دام عامين.. الصين تستأنف واردات الأغذية البحرية من اليابان
- محافظ البنك المركزي المصري يشارك في الافتتاح الرسمي للاجتماعات السنوية لبنك التصدير والاستيراد الإفريقي لعام 2025
- فرنسا تقترح تمديد المحادثات التجارية بين أوروبا وأميركا
- رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية: إيران قد تستأنف تخصيب اليورانيوم خلال أشهر