
تراجعت أسعار النفط في تعاملات اليوم الأربعاء، وسط حالة من الضبابية ناجمة عن تغيّرات في السياسات التجارية الأميركية، بينما قيّم المستثمرون الأثر المحتمل للتصعيد التجاري بين أميركا والصين على النمو الاقتصادي والطلب العالمي على الطاقة.
وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت 35 سنتًا، أو بنسبة 0.5%، إلى 64.32 دولارًا للبرميل. كما هبط خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 36 سنتاً، أو بنسبة 0.5% أيضًا، ليصل إلى 60.98 دولارًا للبرميل. وكان كلا الخامين قد تراجع بنسبة 0.3% خلال تعاملات أمس الثلاثاء.
قالت وكالة الطاقة الدولية يوم أمس إن الطلب العالمي على النفط في عام 2025 سيشهد أبطأ وتيرة نمو منذ خمس سنوات، كما توقعت أن تتراجع وتيرة زيادة الإنتاج الأميركي، متأثرًا بالرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب على شركائه التجاريين، إلى جانب الإجراءات الانتقامية المضادة.
وأضافت الوكالة أن الطلب العالمي على النفط سيرتفع هذا العام بمقدار 730 ألف برميل يوميًا، وهو انخفاض حاد مقارنةً بتوقعاتها السابقة البالغة 1.03 مليون برميل يوميًا. ويُعد هذا الخفض أكبر من ذلك الذي أعلنته منظمة البلدان المصدّرة للبترول “أوبك” يوم الإثنين الماضي.
وقال تيتسو إيموري، الرئيس التنفيذي لشركة “إيموري لإدارة الصناديق” لرويترز، إن “الطلب على النفط سيبقى متواضعًا على الأرجح، كما أوضحت وكالة الطاقة الدولية، وإنّ اختلال التوازن بين العرض والطلب العالمي يُشكّل ضغطاً على السوق”.
وأضاف: “إذا شهدت أسواق الأسهم انتعاشًا –وهي حاليًا تحت ضغط الرسوم الجمركية– فقد ترتفع أسعار النفط ليتجاوز خام غرب تكساس الوسيط مستوى 65 دولارًا. ولكن من دون هذا الدعم، من المرجّح أن تبقى الأسعار ضمن نطاق 60 دولارًا”.
وقد تراجعت أسعار النفط بنحو 13% منذ بداية أبريل نيسان، نتيجة تصاعد التوترات التجارية وزيادة الإنتاج من تحالف “أوبك+” الذي يضمّ دول أوبك وحلفاءها من المنتجين مثل روسيا.
رفع الرئيس ترامب الرسوم الجمركية على السلع الصينية إلى مستويات مرتفعة جدًا، ما دفع الصين إلى الردّ بفرض رسوم انتقامية على الواردات الأميركية، في تصعيد لحرب تجارية بين أكبر اقتصادين في العالم، وهو ما يزيد من المخاوف بشأن دخول الاقتصاد العالمي في حالة ركود.
في الأثناء، أفادت مصادر في السوق نقلاً عن بيانات معهد البترول الأميركي، بأنّ مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة ارتفعت بمقدار 2.4 مليون برميل خلال الأسبوع المنتهي في 11 أبريل نيسان، بينما تراجعت مخزونات البنزين ثلاثة ملايين برميل، وانخفضت مخزونات نواتج التقطير بمقدار 3.2 ملايين برميل.