
تقترب مجموعة برادا الإيطاليّة من الاستحواذ على دار الأزياء الشهيرة فيرساتشي في صفقة تُقدّر قيمتها بنحو 1.5 مليار يورو (1.6 مليار دولار)، وفقًا لتقارير بلومبيرغ، وتأتي الصفقة، التي قد تكون بمثابة الرد الإيطالي على هيمنة المجموعات الفرنسيّة مثل إل في إم إتش LVMH وكيرينغ Kering، في وقت تُواجه فيه فيرساتشي خسائر تشغيليّة رغم تاريخها العريق.
إذ تُسجّل برادا نموًا قويًا في المبيعات، تُعاني فيرساتشي من مشكلات في التصنيع، التسويق، وإدارة متاجرها، ومع ذلك، يرى المحلّلون أن برادا تملك المهارات اللازمة لإعادة إحياء العلامة، خاصة في مجال المنتجات الجلديّة التي لم تُحقّق نجاحًا تحت إدارة كابري Capri، التي استحوذت على فيرساتشي عام 2018 مقابل 1.8 مليار يورو.
الدمج سيُوسّع قاعدة عملاء برادا، المعروفة بأسلوبها البسيط والأنيق، عبر إدخال عشّاق الأسلوب الجريء والمُترف الذي يُميّز فيرساتشي، لكن التحوّل قد يستغرق عدّة سنوات، حيث تحتاج فيرساتشي للتخلّص من التخفيضات المُبالغ بها وإعادة ضبط استراتيجيات التسعير.
رغم التحدّيات، تُقدّر المبيعات المُتوقّعة لفيرساتشي في 2025 بنحو 810 ملايين دولار، مع محفظة تراخيص تُقدّر قيمتها بنحو ملياري دولار، وبحسب المحلّلين، إذا أُعيدت هيكلة العلامة بشكل صحيح، فقد تُصبح فيرساتشي مصدرًا قويًا للنمو يُخفّف من تقلّبات الطلب في صناعة الأزياء.
أنهت برادا عام 2023 بصافي سيولة 197 مليون يورو، ومن المتوقّع أن تتجاوز 500 مليون يورو في نهاية 2024، ما يعني حاجتها لتمويل إضافي بقيمة مليار يورو تقريبًا، ومع ذلك، يرى المحلّلون أن المجموعة قادرة على تحمّل هذا العبء المالي، خاصّة مع آفاق النمو المحتملة.
في خطوة للإعداد للمستقبل، عيّنت برادا المدير التنفيذي السابق لـلوكسوتيكا Luxottica، أندريا غيرا، بدلاً من ميوتشيا برادا وزوجها باتريسيو بيرتيلي، في الوقت ذاته تلوح تغييرات محتملة في الأفق لدار فيرساتشي، حيث ينتهي عقد دوناتيلا فيرساتشي، المُديرة الإبداعيّة للدار منذ 25 عامًا، في فبراير شباط 2025، ما يُثير التكهنات حول تجديد الرؤية الفنيّة للعلامة تحت إدارة برادا.