
المصدر : موقع اندبندنت عربية

لجأ الحزب “الجمهوري” ومرشحه للرئاسة في أميركا إلى وسيلة جديدة لعرض الوقائع والقصص المتخيلة التي يروجان لها، وذلك من خلال جذب المؤيدين الذين ينبهرون بالصور الافتراضية المبالغ فيها – هذا الاتجاه بات يعرف بظاهرة تطلق عليها الآن تسمية “فوضى الذكاء الاصطناعي”
بدأ الأمر بنشر صورة لـ “الرفيقة كامالا” وهي تقف أمام علم “المطرقة والمنجل” (رمز الشيوعية و”الاتحاد السوفياتي” السابق)، وسرعان ما تبعتها سلسلة من الصور لنساء شقراوات مؤيدات لدونالد ترمب ومعجبات بالمغنية تايلور سويفت، وهن يرتدين قمصاناً وقبعات كتب عليها “سويفتيز من أجل ترمب” Swifties for Trump. لكن عندما انتشرت صورة للرئيس الأميركي السابق وهو يمتطي ظهر أسد، أصبح من الواضح أن الصور التي يصنعها مؤيدوه باستخدام الذكاء الاصطناعي، تحولت إلى هوس جديد للمرشح “الجمهوري”.
منذ شهر مارس (آذار) 2023 على الأقل، بدأ ترمب بنشر مثل هذه الصور المعدلة باستخدام تقنية “فوتوشوب” التي تظهره في مشاهد مختلفة، بدءاً من جندي في الحرب العالمية الثانية، إلى راعي بقر، وحتى صورة مشابهة لشخصية “رامبو” السينمائية باللياقة البدنية والعضلات المفتولة – وكل ذلك مع إبداء جدية تامة، من دون أي سخرية.
إلا أنه في الآونة الأخيرة، أصبح ترمب يشارك هذه الصور المتخيلة بوتيرة متزايدة، وهي ظاهرة يبدو أنها تسارعت مع تصاعد حضور نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس، عندما أصبحت مرشحة بارزة للحزب “الديمقراطي”، ونجاح حملتها على الإنترنت
ووفقاً لجون كروس مديرة “برنامج الصحافة الوثائقية” Documentary Journalism Program في “جامعة كولومبيا”، فإن الدافع وراء هذه الظاهرة واضح، وهو أن دونالد ترمب يسعى ببساطة إلى الحفاظ على مكانته، وإثبات أنه لا يزال يجذب الأضواء.
وتوضح كروس لـ “اندبندنت” أنه “في انتخابات عام 2016، كان أي شيء ينشره ترمب يثير على الفور ردود فعل قوية في وسائل الإعلام الليبرالية، وكان الناس يتفاعلون بغضب مع كل تصريح استفزازي يصدر عنه ويتساءلون، “هل تصدقون هذا الكلام الفظيع؟”. لكن هذه المرة، لم أعد متأكدة مما إذا كان الأمر نفسه يحدث، خصوصاً أن كامالا هاريس أثبتت أنها ماهرة في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي كما ترمب، لا بل ربما تتفوق عليه في ابتكار الميمز.